رسالة مفتوحة إلى مندوبات المؤتمر الثامن للإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية

أيتها الأخوات الشقيقات، المندوبات العزيزات:

يعتبر مؤتمر الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، خطوة لتأكيد الوجود ومصدر فخر وإعتزاز و منبرا إحتفاليا للمرأة الصحراوية، وهو إنعكاس لما كانت وأصبحت عليه أمهاتنا ولما بحول الله، ستصبح عليه بناتنا. لكن مؤتمر الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية هو أيضا فرصة لمناقشة مشاكلنا وقلقنا ورغباتنا بجدية، وصراحة وحرية.

نحن فخورات بماضينا إذ هو تجسيد لقوتنا وقدراتنا. عندما نستيقظ كل صباح نعلم أننا من يضمن سير المنزل والأسرة، لأننا بنزين المجتمع الصحراوي دون ترك مكان للتظاهر بالضعف أو الشكوى. ولكن نحن بحاجة إلى أشياء كثيرة. هناك الكثير من الأمور التي لم نحصل عليها بعد والكثير من القضايا التي لابد لنا من متابعة النضال من أجلها حتى نرى كيف تصبح كل امرأة صحراوية توازي كل رجل صحراوي، أو أكثر من ذلك. أهمية هذا الأمر تعرفها جيدا كل واحدة منا في داخلها، لقد حان الوقت كي يتم الاعتراف بذلك رسميا وعلنيا. كفى من استغلال أي رجل لتقاليدنا أو معتقداتنا لإمتلاك حقوقًا لا يمكننا الاستمتاع بها كنساء.

قيل لنا دائما أن هناك أولويات أخرى ولهذا فإن بعض هذه الحقوق لايمكن الحصول عليها الآن في المخيمات، ويجب علينا الإنتظار حتى إنتصار قضيتنا العامة، وتحقيق الإستقلال وإسترداد أرضنا. لكن أنا أقول أن هذا الخطاب مجرد خدعة، وأنه إذا لم نحصل على حقوقنا الآن، سوف لن نحصل عليها في وقت لاحق. الخطوة الأولى لتحقيق حقوقنا هي تنظيمنا بطريقة مستقلة، دون وصاية من الحكم السياسي الرسمي، والتخلي عن صفتنا “كببغاء” ظل يكرر حرفيا شعارات سياسية ديماغوجية، دون إضافة أي شيء، دون تكوين سياق خاص بنا كنساء نناضل ضد الإحتلال المغربي ولكننا أيضا نناضل ضد عدم المساواة في مجتمعنا ولصالح الحرية والسلام والعدالة والمزيد من الفرص لنا ولأطفالنا ومن أجل مستقبل أفضل.

إذا لم تكن لدينا اصوات خاصة بنا لا أحد سيفعل ذلك من أجلنا، لا أحد سيقدرنا ويحترمنا كما نستحق، ولا أحد سيعتقد أننا يمكن أن نكون قوة حاسمة وقادرة على تغيير المجتمع الصحراوي وفتح سيناريوهات جديدة وسبل لحل الصراع العام. دعونا نظهر للعالم ولأنفسنا أن النساء الصحراويات يتمتعن بالقوة والقدرة والكفاءة الكاملة وأننا يمكن أن نكون حرات ومستقلات.

من أين نبدأ؟ كما قلت سابقا، من الملائم أن يكون الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية منظمة كاملة الإستقلالية، تضمن الإنتماء لكل النساء الصحراويات، سواءً كن من المخيمات أو من المدن المحتلة أو في الشتات. منظمة متنوعة ومتسامحة ومريحة لكل النساء كبارا وشبابا، اللواتي يدعمن دون قيد أو شرط سياسات جبهة البوليساريو، ومن وضعن كذلك مسافات من بعض هذه السياسات وينتقدن كل شيء لا نرضاه، منظمة مريحة للنساء التقليديات والأكثر تدينا وكذلك للمتحررات من السلطة الذكورية. يمكن لنا أن ننظم انفسنا معا في إطار نسوي للنضال من أجل تحقيق المطالب الأكثر إلحاحا وضرورة، والتي تقربنا بشكل كبير من مجتمع أكثر عدالة، وحرية ومساواة ونحو المزيد من الفرص بالنسبة لنا ولأطفالنا.

كلنا نعرف ماهي المشاكل الأكثر إلحاحا: نقص الموارد المالية، الظروف المعيشية الصعبة في المخيمات، المنظومة الذكورية المتمثلة في الإعتماد على سلطة الرجل، عدم الإستقلال الاقتصادي نظرا لعدم توفر فرص للعمل، رسالة الطلاق المهينة، الزواج المبكر بإعتباره المنفذ الحيوي الوحيد، التمييز ضد الفتيات في التعليم، انعدام سياسات وقوانين تضمن وتنظم الصحة الإنجابية، عدم وجود قانون للأسرة أو إطار تنظيمي لضمان المساواة، أو قانون يحمي النساء من العنف الجنسي والجسدي الخ … المؤتمر هو أفضل وسيلة من تمكننا من المناقشة وإيجاد حلول لهذه القضايا العالقة، أو على الأقل الإجتهاد لتحسينها، وطرح المبادرات التي تعبر عن برنامج وخارطة طريق توجه العمل والنضال النسوي في السنوات القادمة. الأمر الأكثر أهمية ليس اختيار تلك المرشحة أو تلك لمنصب الأمينة العامة، بل المهم هو وضع برنامج ملموس، وبسيط الشرح ومفيد للجميع ثم معرفة من تستطيع الدفاع عنه بشكل أفضل.

وبالإضافة إلى هذا البرنامج لا يمكننا أن ننسى أننا نعيش في عالم تسوده العولمة، وهناك العديد من العيون التي ترانا في أجزاء مختلفة من العالم، والكثير من الوكالات والمنظمات الراغبة في دعم النساء مثلنا. هذا يتطلب خطة استراتيجية، والتزاما من بالدفاع عن السلام العالمي والتنمية الإقليمية والمساواة ومكافحة جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة، وذلك لايتم إلا بالطرق الديمقراطية كأفضل شكل من أشكال الحكم، وثقافة حقوق الإنسان بمشاركة المرأة الفعالة في كل واحدة من هذه القضايا.

أتمنى لكن جميعاً مؤتمرا منظماً وناجحا، وفي مستوى رفع التحديات، ويمكنه معالجة كل هذه الأمور، حيث يزرع لنا بذور شجرة قوية تآوينا جميعاً.

تحية أختية

لهدية محمد دافة.

1 comments

  1. التمنى ومن كل قلبي مؤتمر ناجح ونظيف من كل العواقب الوخيمة وا تمارس فيه المرأة حريه الرئى

    إعجاب

أضف تعليق